samedi 30 juin 2012

سيماء المزوغى : شيوخ الزمقتال والنكاحتال وما أُهِلَّ لسلطان ــ الجزء الأول ــ

الحقيقة كنور الشمس لا يحجبها أي شيء .. ومدام الله حقيقة لماذا يخاف رجال الدين الفكر والفلسفة وشفرة الحلاقة؟ أعتقد أن الإلحاد هو رد فعل طبيعي لإستغلال الدين ..وأعتقد أن إستغلال الدين هو أقدم تجارة في التاريخ تأتي حتى قبل تجارة “الرايات الحمر” .. يقولون لا إله إلا الله ولكنهم لا يعرفون من الله غير لحية شيخهم و طريقته في النكاح الشرعي ..يرون العالم الفسيح بعيون شيوخ قبروا وماتوا ولم نعرف عن مشيختهم سوى حبهم للسلطان وما قرب إليه من قول أو عمل .. إنما بعثتم يا معشر “المجاهدين ” لتتموا مكارم اللحا والزمقتال ووأد المرأة ونشر الخراب الفكري والتخلف الحضاري ..مَن مِن فصيلتكم يُقبل على العلوم الصحيحة ؟ مَن مِن فصيلتكم طور معادلة حسابية أو كميائية ؟ بل مَن مِن فصيلتكم اِخترع حتى فانوسا بسيطا كالذي اِخترعه توماس إديسون منذ قرون ؟ فحتى الأحزمة الناسفة التي تقودكم إلى “الجنة ” هي من صنع “الكفار” ..من منكم يعرف أمهات الكتب ؟ بل من منكم قرأ كتابا وحداً في حياته ؟ من منكم يعرف تاريخ الحضارات الإنسانية ؟ من منكم يدمن التفكير والشك والنقد ؟ أم أن النبش في الماضي محرم على الدوام ؟ لم تقرأوا كتاباً وحداً في حياة الأنعام ـ حياتكم ـ بل لا تعرفون خبايا اللغة العربية ولا تاريخها لا نحوها ولا صرفها ولا مجازها ولا عروضها ولا مبتدئها من خبرها فكيف تفهمون كلام الله العربي ؟ نعم هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟عندما نتكلم عن بعض أصحاب الأراء الدينية – نعم أنا أسميهم كذلك – لأن كلمة علماء الدين أو الفقهاء لا تمت لهم بصلة ؛ فلنناديهم بالشيوخ إذاً كما يلقبون أنفسهم . لقد نفثوا الأفيون الخادع في عقول البسطاء ..وأسّسوا القوالب الجاهزة لبنة لبنة ورهّبوا العامي المسكين -لوعي أو جهل منهم- فإذا فكر العامي مثلاً خاف الكفر بالتالي خاف العذاب الإلهي مما كوّن جليداً سميكا بينة وبين النور فقد رسموا في اِعتقاده أن الدين مبني على الأوامر والعذاب الدنيوي ومثلوه سلطةً عمودية قاسية لا ترحم ؛ ثم جمدوه واعتبروا ” اجتهاداتهم ” أحكاماً مطلقة غير قابلة للنقاش أو التغيير في حين أن كل شي يتغير : الطبيعة الإنسان ..التغيير هو الإجتهاد هو الليونة هو اليسر هو الذكاء ..فالحقائق متغيرة ..يال وقاحتهم ..لا أعرف من المسكين تحديدا من يدعي إمتلاك الحقيقة أم ذلك العامي المسكين الذي يحرفون له جوهر الإسلام ..فلا نفرق عندها بين العامي والشيوخ العمياء والأنعام ..لا بد من الحذر من هذه الأورام وقطع دابر ها وذلك بالإصغاء إلى صوت المنطق ..إن شيوخ الفتن كالفقاعات يظهرون في البلدان المتخلفة علميا وتكنولوجيا وإقتصاديا وخصوصاً “إنسانيا” فيوظفون الدين لمزيدٍ من التخدير فيصبح الدين هو الأفيون نفسه ..فهم يبرعون في نسج البيان وسحره ويلعبون بمعاني الكلام فلا يستطيع العامي إلا التصديق والإيمان والإطمئنان لمرتزقة النظام هؤلاء ..أقول لهؤلاء الشيوخ قبل أن تتكلموا دعوني أعرفكم بعالم الدين ؛ إن العالم يعرف مختلف العلوم الصحيحة أولاً ثم العلوم الإنسانية ثانية ثم الفلسفة ثالثا وقبل هذا يجب أن يكون على رأسه طير ليبرع في مختلف اللغات الحية و”الميتة” أيضا ..ثم يقول في نفسه قبل أن يفتي : يا ويلي يال جهلي ما أتيت من العلم إلى قليلا سأجتهد ورأي يحتمل الخطأ …أما سمعتم بأنس بن ملك الذي كان يجتهد في طلب العلم حتى أنه باع سقف بيته ليستمر في طلبه وكان إذا سئل في فتوى يتأنى ولا يسارع إلى الإجابة وينصرف حتى ينظر .. أين أنتم يا معشر الشيوخ منه ؟نعم كل يوم تزداد غربة الإسلام …أما شيوخ الجهاد و الزمقتال سأداعبهم قليلا في مقالي القادم لكن قبل ذلك سأوجه إليهم نداء صغيراً ” يا أهل الجهاد و الزمقتال اِذهبوا إلى الأرض المقدسة حاملين الرايات السود واِستفزوا الجيش العبري “الكافر” وأرجو من الله أن تستشهدوا عن بكرة أبيكم …